کد مطلب:352940 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:255

قول أهل الذکر بخصوص أهل البیت
یقول الإمام أمیر المؤمنین علیه السلام وهو سید العترة:

تالله لقد علمت تبلیغ الرسالات، وإتمام العدات وتمام الكلمات



[ صفحه 108]



وعندنا أهل البیت أبواب الحكم وضیاء الأمر [1] .

أین الذین زعموا أنهم الراسخون فی العلم دوننا، كذبا وبغیا علینا أن رفعنا الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم، وأدخلنا وأخرجهم، بنا یستعطی الهدی ویستجلی العمی، إن الأئمة من قریش غرسوا فی هذا البطن من هاشم لا تصلح علی سواهم ولا تصلح الولاة من غیرهم [2] .

نحن الشعار والأصحاب، والخزنة والأبواب، لا تؤتی البیوت إلا من أبوابها فمن أتاها من غیر أبوابها سمی سارقا. ثم یذكر أهل البیت فیقول: فیهم كرائم القرآن، وهم كنوز الرحمن، إن نطقوا صدقوا، وغن صمتوا لم یسبقوا [3] .

هم عیش العلم وموت الجهل، یخبركم حلمهم عن علمهم، وصمتهم عن حكم منطقهم، لا یخالفون الحق ولا یختلفون فیه، هم دعائم الإسلام وولائج الاعتصام، بهم عاد الحق فی نصابه، وانزاح الباطل عن مقامه وانقطع لسانه عن منبته عقلوا الدین عقل وعایة ورعایة، لا عقل سماع وروایة، فإن رواة العلم كثیر ورعاته قلیل [4] .

عترته خیر العتر وأسرته خیر الأسر وشجرته خیر الشجر نبتت فی حرم وبسقت فی كرم لها فروع طوال وثمرة لا تنال. نحن شجرة النبوة، ومحط الرسالة، ومختلف الملائكة، ومعادن العلم، وینابیع الحكم، ناظرنا ومحبنا ینتظر الرحمة، وعدونا ومبغضنا ینتظر السطوة [5] .



[ صفحه 109]



نحن النجباء، وأفرطنا أفراط الأنبیاء، وحزبنا حزب الله عز وجل، والفئة الباغیة حزب الشیطان، ومن سوی بیننا وبین عدونا فلیس منا. فأین تذهبون وأنی تؤفكون؟ والأعلام قائمة والآیات واضحة، والمنار منصوبة فأین یتاه بكم، بل كیف تعمهون وبینكم عترة نبیكم وهم أزمة الحق، وأعلام الدین، وألسنة الصدق، فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن وردوهم ورود الهیم العطاش. أیها الناس خذوها من خاتم النبیین صلی الله علیه وآله وسلم: إنه یموت من مات منا ولیس بمیت، ویبلی من بلی منا ولیس ببال، فلا تقولوا بما لا تعرفون فإن أكثر الحق فیما تنكرون، واعذروا من لا حجة لكم علیه وأنا هو، ألم أعمل فیكم بالثقل الأكبر، وأترك فیكم الثقل الأصغر وركزت فیكم رایة الإیمان [6] .

انظروا أهل بیت نبیكم فألزموا سمتهم وأتبعوا أثرهم فلن یخرجوكم من هدی، ولن یعیدوكم فی ردی، فإن لبدوا فالبدوا، وإن نهضوا فانهضوا، ولا تسبقوهم فتضلوا، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا [7] .

هذه أقوال الإمام علی علیه السلام بخصوص العترة الطاهرة الذین أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهیرا. ولو تتبعنا أقوال الأئمة من بنیه علیهم السلام والذین خطوا فی الناس، أمثال الإمام الحسن، والإمام الحسین، وزین العابدین وجعفر الصادق والإمام الرضا علیهم السلام أجمعین لوجدناهم یقولون نفس الكلام ویرمون نفس المرمی، ویرشدون الناس فی كل عصر ومصر إلی كتاب الله وعترة الرسول صلی الله علیه وآله وسلم لینقذوهم من الضلالة ویدخلوهم فی الهدایة.



[ صفحه 110]



أضف إلی ذلك بأن التاریخ خیر شاهد علی عصمة أهل البیت فلم یسجل لهم إلا العلم والتقوی والورع والزهد، والجود والكرم والحلم والمغفرة، وكل عمل یحبه الله ورسوله صلی الله علیه وآله وسلم. كما أن التاریخ خیر شاهد علی أن الصالحین من هذه الأمة والزهاد من رجال الصوفیة ومشایخ الطرق وأئمة المذاهب والمصلحین من العلماء القدامی والمعاصرین كل هؤلاء یقرون بأفضلیتهم وتقدمهم علما وعملا وأخصهم برسول الله قربی وشرفا. ولكل هذا فلا ینبغی لمسلم أن یخلط أهل البیت (الذین أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهیرا والذین أدخلهم الرسول معه تحت الكساء) بنساء النبی صلی الله علیه وآله وسلم. ألا تری أن أئمة المحدثین أمثال مسلم والبخاری والترمذی والإمام أحمد والنسائی وغیرهم عندما یخرجون أحادیث الفضائل فی كتبهم وصحاحهم یفصلون فضائل أهل البیت عمن سواهم من نساء النبی [8] .

كما جاء فی صحیح مسلم فی باب فضائل عی بن أبی طالب قوله عن زید بن أرقم أن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم قال: ألا وأنی تارك فیكم الثقلین أحدهما كتاب الله عز وجل هو حبل الله من اتبعه كان علی الهدی ومن تركه كان علی ضلالة ثم قال وأهل بیتی أذكركم الله فی أهل بیتی أذكركم الله فی أهل بیتی أذكركم الله فی أهل بیتی فقلنا من أهل بیته نساؤه؟ قال: لا وأیم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم یطلقها فترجع إلی أبیها وقومها، أهل بیته أصله وعصبته الذین حرموا الصدقة بعده [9] .

كما جاءت شهادة البخاری ومسلم فی أن عائشة من آل أبی بكر



[ صفحه 111]



ولیست من آل النبی. فی حادثة نزول آیة التیمم [10] .

فلماذا هذا الإصرار من بعض المعاندین الذین یحاولون بكل ثمن إحیاء الفتنة وتقلیب الحقائق التی لا شك فیها. فیسبون الشیعة لا لشئ إلا لأنهم لا یعترفون لأم المؤمنین بهذه الفضیلة، فلماذا لا یسبون صحاحهم وعلماءهم الذین أخرجوا نساء النبی بأجمعهن من أهل البیت. یا أیها الذین آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سدیدا، یصلح لكم أعمالكم ویغفر لكم ذنوبكم ومن یطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظیما [الأحزاب: 71].



[ صفحه 113]




[1] نهج البلاغة شرح محمد عبدة: 283.

[2] نهج البلاغة شرح محمد عبدة: 314.

[3] نهج البلاغة شرح محمد عبدة: 330.

[4] نهج البلاغة شرح محمد عبدة: 508.

[5] نهج البلاغة: 2 / 213.

[6] نهج البلاغة: 1 / 155.

[7] نهج البلاغة: 2 / 190.

[8] صحيح مسلم: 7 / 130 وما بعدها.

[9] صحيح مسلم: 7 / 123 باب فضائل علي بن أبي طالب.

[10] البخاري: 1 / 86. ومسلم: 1 / 191.